الصواب أنه ليس هناك بدعة حسنة، كل بدعة ضلالة كما بينه النبي عليه الصلاة والسلام فإنه قال عليه الصلاة والسلام في خطبته في الجمعة: (أما بعد فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم – وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة) وهكذا جاء في حديث عائشة وفي حديث بعض نسائه وغيرها، فالبدع كلها ضلالة كما قاله النبي عليه الصلاة والسلام، وأما ما رآه العلماء من تقسم البدعة إلى حسنة وسيئة فهو اصطلاح جديد، ورأي من بعض العلماء لا يعول عليه والصواب أن كل بدعة ضلالة وما ظنه بعض العلماء أنه بدعة حسنة فليس الأمر كذلك، ولكنه مشروع ولا يقال له بدعة وإن قيل له بدعة من جهة اللغة كما قال عمر - رضي الله عنه – في التراويح: نعمت البدعة، فهذا من حيث اللغة لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم – لم يستمر عليها في حياته خاف أن تفرض عليهم فصلاها ليالي ثم ترك، وقال إني أخشى أن تفرض عليكم فلما توفي - صلى الله عليه وسلم – رأى عمر - رضي الله عنه – أن إقامتها أمر طيب ومشروع، لأن افتراضها على الناس قد أمن بموته - صلى الله عليه وسلم – فلهذا لما أمرهم بذلك ورآهم يصلون قال: نعمت البدعة هذه، من حيث اللغة؛ لأن البدعة في اللغة ما فعل على غير مثال سابق والتراويح لم تكن على مثال سابق من جهة الاستمرار خلال ليالي رمضان وإلا فهي سنة، التراويح سنة قربة وطاعة لله ليست بدعة من حيث الشرع، وهكذا ما يسمى بدعة من حيث اللغة لم يكن موجوداً كالمدارس المنظمة وأشباه ذلك هذا إذا قيل له بدعة من حيث اللغة لا يضر لكن ليس ببدعة من حيث الشرع لأن المدارس إنما أوجدت لتعليم كتاب الله وتعليم سنة رسوله عليه الصلاة والسلام وبيان لأحكام الشرع فهي قربة إلى الله، مثلما تبنى المساجد لإقامة الصلاة فيها وحلاقات العلم فليس ببدعة، وتعمير المساجد بغير الطريقة التي كان عليها النبي - صلى الله عليه وسلم – كأن تعمر بالمسلح بالأحجار بالساج فيها قربة وطاعة ومأمور بها وإن كانت على غير الغرار الذي كان في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم – فقد بنى عثمان - رضي الله عنه – مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – على غير الطريقة التي بناها عليها النبي - صلى الله عليه وسلم – بناه بالحجر و...وبالساج تعظيماً لهذا المسجد وتشريفاً له؛ لما رأى الناس غيروا وحسنوا بيوتهم بالبناء أحب أن يحسن مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام اجتهاداً منه - رضي الله عنه – وأرضاه وهكذا ما يوجد من المساجد بالمسلح أو بالحجر المنقوش أو كذا لا يقال بدعة، ولكن يستحب للمسلم عندما بيني المساجد أن يخليها من النقوش ومما يشوش على المصلين ولكن إذا بنيت في بناء محكم مضبوط هذا شيء مطلوب لما فيه من الحيطة للمسلمين أما النقوش في داخل المساجد هذا يكره لما في ذلك من التشويش وإشغال المصلي.


    العلامةعبدالله بن باز