من ضلالات الصوفية كذالك شيخ يبتلع شيخا آخر

 ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻌﺠﺐ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻟﻤﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﺃﻭ ﻧﻘﺮﺃ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﺒﺘﻠﻊ ﺷﻴﺨﺎ ﺁﺧﺮ ﻭﺭﺑﻤﺎ يبتلع ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ، ﻓﻘﺪ ﺻﺮﺡ ﺍﻟﺒﺮﻋﻲ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻳﻤﺪﺡ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺨﻪ ﺣﺴﻦ ﻭﺩ ﺣﺴﻮﻧﺔ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ : ﻗﻮﻡ ﻳﺎ ﺻﺎﺡ ﺗﻌﺎﻝ ﻧﺘﻠﻢ .. ﻟﻲ ﺣﺴﻦ ﺃﺏ ﻛﻢ ﺍﻟﺒﺒﻠﻊ ﻧﻢ .. ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻌﺠﺐ ﻭﻧﺘﺴﺎﺀﻝ : ﻛﻴﻒ ﻳﺒﺘﻠﻊ ﺃﻧﺴﺎﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ؟ ! ﺑﻞ ﻛﻴﻒ ﻳﺒﺘﻠﻊ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﺻﺮﺡ ﺑﺬﻟﻚ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ  1 ﺃﻥ ﺷﻴﺨﺎ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺧﻬﻢ ﺍﺑﺘﻠﻊ ﻣﺌﺔ ﺷﻴﺦ .. ﻭﺳﻤﻲ ﺑﺒﻼﻉ ﻣﻴﺔ .. ﻛﻨﺖ ﺃﺳﻤﻊ ﻭﺃﻗﺮﺃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺃﻧﺎ ﻏﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ، ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺣﺪﻧﺎ ﻳﻌﺠﺰ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻠﻊ ﺑﻴﻀﺔ ﺩﺟﺎجة ؟ ! ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﻌﺎﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﺬﺏ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ، ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻻﺳﺘﻔﻬﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﺤﺎﺋﺮﺓ ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﻤﻮﺟﺔ ﺃﻋﺘﻰ ﻭﺃﺷﺪ ﺃﻧﺴﺘﻨﻲ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ .. ﻓﻘﺪ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺷﻴﺨﻬﻢ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﺬﻭﺏ ﺍﺑﺘﻠﻊ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻓﻲ ﻓﻴﻪ ﻣﺘﺴﻊ .. ﻭﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﺃﻓﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﻘﻞ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻬﻢ ، ﻭﻫﺎﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﺯﺍﻫﻴﺮ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻣﺆﻟﻒ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ٣٢٦، ﻗﺎﻝ : ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﺬﻭﺏ ، ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺴﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻗﺪ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﻓﻤﻲ ﻓﻤﺎ ﻣﻸﺗﺎﻩ ﻓﻴﺒﺘﺴﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ .. ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻜﺬﺑﺔ ﺑﺎﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺗﻬﻢ ﻭﺍﺩﻋﺎﺀﺍﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺒﺘﻠﻌﻮﻥ ﺑﺸﺮﺍ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻐﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺳﺘﻬﺎﻧﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﻋﻈﻤﻪ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﺟﻨﺘﻪ ﻭﻧﺎﺭﻩ ، ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﺟﻞ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺻﻒ ﺟﻨﺘﻪ ﺑﺄﻥ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﻭﺻﻒ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺮﻣﻲ ﺑﺸﺮﺭ ﻛﺎﻟﻘﺼﺮ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺯﻋﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺃﻧﻪ ﺃﺩﺧﻠﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﻴﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﻣﺎ ﻣﻸﺗﺎﻩ .. ﻳﺎﺻﻮﻓﻲ : ما ﻟﻢ ﺗﻘﺮﺃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺗﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻼ ﺗﻌﻠﻖ ﻫﻨﺎ .. ﻭﺍﺳﺄﻝ ﺃﺷﻴﺎﺧﻚ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺭﺍﺟﻌﻪ ﻓﺈﻥ ﻭﺟﺪﺕ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻚ ﻋﻠﻤﺖ ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﻭﺗﺒﺮﺃﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻃﺎﻟﺐ ﺣﻖ ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻚ ﻓﺎﺫﻫﺐ ﻭﺍﻓﺘﺢ ﺑﻼﻏﺎ ﺿﺪﻱ ، ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺗﺎﻡ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺒﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺛﺒﺖ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ..
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
المصادر...
1 الطبقات /للشيخ محمد النور ود ضيف الله من أشهر الكتب السودانية، ويعد من أمهات كتب التراث السوداني، وهو بمثابة المرجع الأول لدارسي التصوف
2 أزاهير الرياض / تأليف الشيخ عبد المحمود نور الدائم من أشهر كتب الطريقة السمانية الصوفية في السودان

ليست هناك تعليقات:

';